missany جــديــد
عدد الرسائل : 11 العمر : 54 الدوله : IRAQ تاريخ التسجيل : 30/03/2008
| موضوع: من كنوز الشعر العربي الثلاثاء أبريل 08, 2008 1:18 am | |
| من كنوز الشعر العربي...وقفة أمام المستنصرية
للشاعر جميل صدقي الزهاوي
وقفت علي المستنصرية باكياً..........ربوعاً بها للعلم أمست خواليا
وقفت بها أبكي قديم حياتها......وأبكي بها الحسني وأبكي المعاليا
وقفت بها أبكي بشعري بناتها....وأنعي سجاياهم وأنعي المساعيا
أكفكف بالأيدي بوادر أدمعي...........ويأبين إلا أن يفضن جواريا
بكيت بها عهداً مضي في عراصها...كريماً فليت العهد لم يك ماضيا
بكيت بها المدفون في حجراتها......من العلم حتي بل دمعي ردائيا
وطأطأت مني الرأس فيها تواضعاً.....وحييت بالتسليم منها المغانيا
وسرحت أنظاري بها فوجدتها............بناء لتشييد المعارف عاليا
بناء جساماً عز للعلم مثله.............فقلت كذا فليبن من كان بانيا
وألفيت قسماً قد تداعي جداره...وقسماً علي ما كان من قبل باقيا
تهب رياح الصيف في حجراتها.........فتلبسها ثوباً من النقع هابيا
وتسعي علي الجدران منها عناكب.......تجد لها فيما تداعي مبانيا
فألممت فيها بالرسوم دوارساً............وساءلت منهن الطلول بواليا
وقلت لدار البحث عظمت محفلا.....وقلت لنادي الدرس حييت ناديا
أجامعة العلم التي كان روضها...........نضيراً كما شاء التقدم ناميا
بأية ريح فيك هبت زعازع.............تصوح ذاك الروض فاجتث ذاويا
لقد كنت فيما قد مضي دار حكمة...بها يعلم الناس الحقائق ماهيا
فكنت أفق الشرق شمساً مضيئة........تشعين نوراً للمعارف زاهيا
وكانت بلاد الغرب إذ ذاك في عمي.تقاسي من الجهل الكثيف الدياجيا
فأين رجال فيك كانوا مشائخاً............إليهم يحث الطالبون النواجيا
وكانوا بحاراً للعلوم عميقة................وكانوا جبالاً للحلوم رواسيا
وكانوا مصابيح الهدي ونجومها..بهم يهتدي من كان في الليل ساريا
يميتون في نشر العلوم نهارهم.....ويحيون في حل العويص اللياليا
نواحيك من طلابها اليوم أقفرت..........وكانوا ألوفا يملأون النواحيا
فقالت وقاك الله لا تسألنني...........فما لك نفع في السؤال ولا ليا
فقلت أجيبيني كما كنت سابقاً.........تجيبين من قد جاء للعلم راجيا
فقالت ألمت حادثات عظيمة..........وجرت علي هذي البلاد دواهيا
هناك استبد الدهر بالناس مبدلاً..........فرفع مخفوضا وسفل عاليا
هناك اضمحلت دولة عربية................بها كانت الأيام ترفع شانيا
وعوض عنها دولة ثم دولة.......تسر بكون الجهل في الناس فاشيا
وذاك لأن العلم للمرء مرشد...............يعلمه عن حقه أن يحاميا
عرت نكبات الدهر بغداد بعدما.........بها ردحاً ألقي السلام المراسيا
فأذهب ما للعلم من رونق الصبا...........تتابع أحداث يشين النواصيا
وأدني الذي قد نابها من نوائب.......خرابي ولولاها لما كانت داني
هذه القصيدة
المستنصرية هي المدرسة الشهيرة التي أسسها الخليفة العباسي المستنصر بالله، وقد وقف أمامها الشاعر جميل صدقي الزهاوي متأملا ما لحق بها من خراب، تكرر فيما بعد علي أيدي المخربين والقتلة، وأما هذه القصيدة، فيبدو فيها الزهاوي وكأنه قد اصيب بعدوي الحزن من العبقري العربي المتنبي، حين قال كفي بك داءً أن تري الموت شافيا فالزهاوي ينطلق من خلال هذه الروح وعلي إيقاع نفس الوزن، بحر الطويل ونفس حرف الروي الياء المفتوحة ليناجي المستنصرية مصوراً دورها الحضاري والثقافي فكنتِ لأفق الشرق شمساً مضيئة - تشعين نوراً للمعارف زاهيا.. .
يعاود القتلة والمخربون جرائمهم تجاه الجامعة المستنصرية وتجاه كل ما يمثل العراق العظيم حضارياً وثقافياً وإنسانياً، ولكن إرادة الحياة - برغم الحزن - هي التي تنتصر في خاتمة المطاف. | |
|
missany جــديــد
عدد الرسائل : 11 العمر : 54 الدوله : IRAQ تاريخ التسجيل : 30/03/2008
| موضوع: رد: من كنوز الشعر العربي الثلاثاء أبريل 08, 2008 1:19 am | |
| | |
|
missany جــديــد
عدد الرسائل : 11 العمر : 54 الدوله : IRAQ تاريخ التسجيل : 30/03/2008
| موضوع: رد: من كنوز الشعر العربي الثلاثاء أبريل 08, 2008 1:20 am | |
| | |
|
missany جــديــد
عدد الرسائل : 11 العمر : 54 الدوله : IRAQ تاريخ التسجيل : 30/03/2008
| موضوع: رد: من كنوز الشعر العربي الثلاثاء أبريل 08, 2008 1:25 am | |
| أُعلل النفسَ بالآمالِ.. أرقبهاالطغرائي هو ما اشتهر بهالشاعر العربي مؤيد الدين الحسين علي بن عبدالصمد، الذي شهدت أصفهان مولده سنة 453ه كما شهدت مقتله سنة 515 ه. وللطغرائي ديوان ضخم، طبع عدة مرات، لكن لامية العجمعلي وجه التحديد هي أشهر قصائد هذا الديوان، وقد سميت القصيدة لامية العجم رغم أنصاحبها عربي وإن كان قد ولد في أصفهان تمييزاً لها عن قصيدة رائعة أخري لكنها أسبقمنها زمنياً، وهي قصيدة لامية العرب للشنفري أحد الشعراء الصعاليكالمشاهير.
خاض الطغرائي تجارب مريرة مع كثيرين من الناس في زمانه، ومن خلالتأمله لتلك التجارب أصبح ذا خبرة عميقة بطبائع النفس البشرية، واخترنا من لاميةالعجم أبياتها الثلاثين الأخيرة، وهي مليئة بالحكم، كما تتأرجح ما بين اليأسوالرجاء، ومن الرجاء اخترنا العنوان الذي اخترناه اليوم أعلل النفس بالآمال أرقبها - ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل .. والقصيدة تنتمي موسيقياً لبحر البسيط مستفعلنفاعل مستفعلن فاعلن .هذه القصيدةحب السلامة يثني همّ صاحبه...............عن المعالي ويغري المرء بالكسل
فإن جنحت إليه فاتخذ نفقاً...............في الأرض أو سلّماً في الجو فاعتزلِ
ودع غمار العلا للمقدمين علي......................ركوبها واقتنع منهن بالبللِ
رضا الذليل بخفض العيش يخفضه.............والعزّ تحت رسيم الاينق الذللِ
فادرأ بها في نحور البيد حافلة..................معارضات مثاني اللجم بالجدلِ
إنّ العلا حدّثتني وهي صادقة......................فيما تحدّث أن العزّ في النقلِ
لو أنّ في شرف المأوي بلوغ مني........لم تبرح الشمس يوماً دارة الحملِ
أهبت بالحظّ لو ناديت مستمعاً...................والحظّ عني بالجهّال في شغلِ
لعلّه إن بدا فضلي ونقصهم..........................لعينه نام عنهم أو تنبّه لي
أعلّل النفس بالآمال أرقبها..................ما أضيق العيش لولا فسحة الأملِ
لم أرتضِ العيش والأيّام مقبلة..............فكيف أرضي وقد ولّت علي عجلِ
غالي بنفسي عرفاني بقيمتها................فصنتها عن رخيص القدر مبتذلِ
وعادة النصل أن يزهي بجوهره.................وليس يعمل إلا في يدي بطلِ
ما كنت أوثر أن يمتد بي زمني..............حتي أري دولة الأوغاد والسفلِ
تقدّمتني أناس كان شوطهم..................وراء خطوي إذ أمشي علي مهلِ
هذا جزاء امريء أقرانه درجوا..................من قبله فتمني فسحة الأجلِ
وإن علاني من دوني فلا عجب.......لي أسوة بانحطاط الشمس عن زحلِ
فاصبر لها غير محتال ولا ضجر.......في حادث الدهر ما يغني عن الحيلِ
أعدي عدوك أدني من وثقت به...........فحاذر الناس واصحبهم علي دخلِ
وإنما رجل الدنيا وواحدها....................من لا يعوّل في الدنيا علي رجلِ
وحسن ظنّك بالأيام معجزة.....................فظنّ شراً وكن منها علي وجلِ
غاض الوفاء وفاض الغدر وانفرجت..........مسافة الخلف بين القول والعملِ
وشان صدقك عند الناس كذبهم......................وهل يطابق معوج بمعتدلِ
إن كان ينجع شيء في ثباتهم..............علي العهود فسبق السيف للعذلِ
يا واردا سؤر عيش كلّه كدر........................أنفقت صفوك في أيامك الأولِ
فيم اعتراضك لجّ البحر تركبه.......................وأنت يكفيك منه مصّة الوشلِ
ملك القناعة لا يخشي عليه ولا.................يحتاج فيه إلي الأنصار والخولِ
ترجو البقاء بدار لا ثبات لها...........................فهل سمعت بظل غير منتقلِ
ويا خبيراً علي الأسرار مطّلعاً...........اصمت ففي الصمت منجاة من الزللِ
قد رشحوك لأمر لو فطنت له.................فاربأ بنفسك أن ترعي مع الهملِ | |
|