مــنـتــديـات الـمـوالــي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 واهب العطايا (في ذكرى استشهاد امير المؤمنين)

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
حيدر الخرساني
مــديــر
مــديــر



ذكر
عدد الرسائل : 169
العمر : 46
الدوله : iRaQ
العمل : مدرس لغة انكليزية
مزاجك : الناس تقيمني
تاريخ التسجيل : 29/02/2008

واهب العطايا (في ذكرى استشهاد امير المؤمنين) Empty
مُساهمةموضوع: واهب العطايا (في ذكرى استشهاد امير المؤمنين)   واهب العطايا (في ذكرى استشهاد امير المؤمنين) I_icon_minitimeالسبت مارس 01, 2008 3:54 pm



ها هو الليل قد اقبل , وعمَّ السكون ونامت العيون , وهدأت الأصوات إلا من هنا وهناك . كنت حينها لازلت مستيقظا انتظر طرقات الباب لتعلن عن وصول العطايا من المجهول ......
مرت اللحظات والدقائق ولكن الباب لم تطرق بعد , كنت اعلم علم اليقين أن مجئ المجهول قد حان , ولكن الباب لم تطرق ... ولعلها لن تطرق ....!!
كنت معتاداً وكان معتادا....
كنت معتاداً على سماع الباب وهي تطرق عند هذه اللحظات , فانهض من مكاني واهم بفتحها مثل كل ليلة , وكالعادة لاأجد إلا كيسٌ من العطايا والأرزاق كان قد جد صاحبها بان يخفي نفسه عني .
وكان معتاداً لان يطرق الباب , ويضع الكيس ثم يرحل , دون أن يراني أو أراه .
ها هي العادة قد شُذ عنها هذه الليلة . فقد مرت الدقائق والمجهول لم يأتي , وصارت خيوط اليأس تدبُ في نفسي , ورحت أحدثها بعدم المجئ , لعله ملَّ أو كلَّ من السير في الطرقات في أناء الليل ليطرق بابي وهو بالكاد لا يعرف من أنا , أو أن حادثاً أو مرضاً قد المَّ به فحال دون المجئ .. المهم أنه لن يأتي ...
لم أكن أسفاً على كيس العطايا الذي قد لن يصلني بعد الآن , بقدر ماكنت أسفاً للمجهول الذي ربما لن يأتي من ساعتها .
حقاً لم أكن أرى له ظلاً أو شخصاً , ولكني كنت أشعر به وبخطى قدميه تطأ جادة داري ليطرق الباب . كنت أعلم بالوقت الذي يأتي فيه , واشعر بيده طارقةً للباب , وبالنور الذي يرسمه وراءه من تحت الباب حتى يرحل وهو يشقُّ طريقه في حلكة الليل الدامس . ولكنه لم يأت ....
ها هو خيط الفجر قد بزغ , وأصوات الآذان قد ارتفعت , حينها أجزمت أنه لن يأت ...
لما تنفس الصبح وأشرقت الشمس , سمعتُ أصوات الناس تتعالى من هنا وهناك . ومن دون تردد هرعت مسرعاً لأعرف ما يجري , ولكني لم أحصل مرادي فيما بغيته . فلم أفهم ما يجري .
بعدها أمسكت بأحدهم وهو يجري ويصرخ مع الصارخين , وكأنهم يمشون لتشييع جنازة . فسألته : ترى ما الذي يحدث ؟! , فأجاب : لقد قتل من كان يهب لنا العطايا كل ليله .
وقعت الكلمات على مسامعي وقع الحسام المهند . ووقفت عندها ساكناً دون حراك , ولم يسعفني لساني لان انبت ببنت شفه , وكذا الحال في قدماي اللتان عجزتا عن الحراك أو أي شئ يدل على أنهما قدماي .
وبعد هنيهه من الوقت , وبعد أن عاد الدم يسري في عروقي بالهيئة التي يكفي فيها لان انقلع من مكاني هذا لالتحق بركب (المعزين) , وعلى الفور أطلقت العنان لقدماي , وأنسلت من مكاني كما تنسلت ثعبان الماء .
وبمسير ليس بالطويل وقف طابور المعزين أمام دار بسيطة تدل على بساطة مالكها , أما لأنه لا يقدر على شراء ما هو أفضل منها , أو أنه عازف عن الدنيا وزبرجها وزخرفها .
لم انتظر طويلاً , ودون أي تفكير أو تروي , هممت إلى الباب لأطرقه . كانت هذه المرة الأولى التي اطرق باب من طرق بابي مراراً وتكرارا . ويا لها مفارقة من مفارقات الدهر – يطرق بابي فلا أراه , وأطرق باب داره ولا أراه . شتان بين باب داره وباب داري , ولكن النتيجة واحده .... !!!
وبينما أنا أحاول أن اطرق الثالثة , وإذا بشابٍ النور يملا وجهه فلا أكاد أراه , كان كالقمر في ليلة تمامه . قد اكتمل نوراً وبهاءا . وبنوبة الهلع والجزع . سألته : أين صاحب الدار ؟ أين كافلنا ؟ أين واهب العطايا ؟ أين راعي الأيتام والفقراء والمساكين ؟
عندها فجر مسامعي بما أجاب وهو يقول : إن إمامكم قد فارق الحياة بعدما خضبت لحيته من دم رأسه . إن أبا الأيتام وكافلهم لم يعد موجوداً على قيد الحياة . إن طارق الأبواب عند منتصف الليل لن يطرق بابكم بعد الآن . سيشتاق له الليل والأبواب . سيشتاق له النجم والقمر . سيشتاق له الفجر والسحر .
كان الشاب يتكلم والملا من حولي قد اذرفوا الدموع , وأنا اسمع أنين وحنين الأرامل واليتامى , وصراخ الثكالى , وبكاء الشيوخ والأطفال , كنت اسمع بكاء وصراخ من في الأرض , ولعلي سمعت بكاءٌ في السماء, كيف لا اعلم !!! لعلي سمعت أنين غير أنين الثقلين , كيف لم افهم !!!
بعدها التفت من حولي قاصدا جهةٌ صوب المجهول . وشققت صفوف النادبين بشق الأنفس , على الرغم من إنني كنت أجدهم غير شاعرين بما حولهم ومن حولهم لهول ما هم فيه , منشغلين بما بدأوا به وما ينتهون إليه , بدأت اركض وأركض دون أن احدد هدفي أو جهتي . تماماً صوب المجهول . إلى أن توقفت بي قدماي عند مقبرة أراها لأول مره . بعدها توجهت صوب قبرٍ كأني اعرف ساكنه . فارتميت بجسمي نحوه وقد بدأت دموعي تهطل كالمطر . دموع ملئها الحسرة والحرقة .
أخذت ابكي وابكي . وبدأت أناجيه قائلاً: أين أنت يا حبيبي ؟ أين أنت يا روحي ؟ أين أنت يا من عرفتك قبل أن أراك ؟ ولم أعشق أحداً سواك ؟ أين أنت يا طارق الأبواب ؟ فصرتُ للباب خليلاً . ولليل عشيقا . لأجلك نمت النهار لكي أبقى مستيقظا في الليل , لا لشيء إلا لأسمع وقع قدميك قرب باب داري .
خادمك على أعتاب بابك فافتح لي باب قبرك لكي أراك . فانا لم اعد بحاجةٍ إلى عطاياك . بل فقط لكي أراك . أتشفى بنور وجهك الوضاح , واجلس معك جلسة الوداع بعد لقاء قصير . لقاء العطاشى وقد صار الماء عنهم صعبٌ وعسير . ولكن أنّى الجواب , وقد حال بيني وبينك الموت المرير .
وبينما أنا بهذه الحالة وإذا بيدٍ من القبر قد مُدّتْ مبسوطةً كما كانتْ . وإذا بهاتفٍ من وراء الضريح وهو يقول: هذه يد الخير التي طالما مُدّت مبسوطةً في حياتي . ستبقى ممدودةً حتى بعد وفاتي ...


في ذكرى استشهاد أمير المؤمنين (عليه السلام)




حيدر الخرساني
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مناف الجشعمي
مـمـيـــز
مـمـيـــز
مناف الجشعمي


ذكر
عدد الرسائل : 187
العمر : 48
الدوله : السويد
مزاجك : جيد
تاريخ التسجيل : 22/03/2008

واهب العطايا (في ذكرى استشهاد امير المؤمنين) Empty
مُساهمةموضوع: رد: واهب العطايا (في ذكرى استشهاد امير المؤمنين)   واهب العطايا (في ذكرى استشهاد امير المؤمنين) I_icon_minitimeالجمعة سبتمبر 12, 2008 12:56 pm


أخذت ابكي وابكي . وبدأت أناجيه قائلاً: أين أنت يا حبيبي ؟ أين أنت يا روحي ؟ أين أنت يا من عرفتك قبل أن أراك ؟ ولم أعشق أحداً سواك ؟ أين أنت يا طارق الأبواب ؟ فصرتُ للباب خليلاً . ولليل عشيقا . لأجلك نمت النهار لكي أبقى مستيقظا في الليل , لا لشيء إلا لأسمع وقع قدميك قرب باب داري

هوه المسامح هوه الاب والصديق والاخ الحنون
هو الاب والمدرس
لكننا ومع الاسف نذكره في وقت نكون في حاجه له
وهو يقف لنا وبكل قوه لان حبه بداخلنا لا يزول

شكرا لك اخي على الموضوع سلمت يداك
باحترام
مناف
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
واهب العطايا (في ذكرى استشهاد امير المؤمنين)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
مــنـتــديـات الـمـوالــي :: °°•.¸.•°»قسم الشعر والأدب الروائي«°•.¸.•°° :: ´°o.O(مــنـتـدى الـقـصـص والـروايـات)O.o°`-
انتقل الى: