[center]فِداءٌ لِمثواكَ مِنْ مضجَعِ
تَنوّرَ بالأبلَجِ الأروعِ
بِأعبَقَ مِنْ نَفحاتِ الجِنانِ
رُوحاً وَمن مسكها أضوَعِ
وَرَعياً ليومكَ يَومَ الطُفوفِ
وَسقياً لأِرضكَ مِنْ مَصرَعِ
وَحُزناً عَليكَ بِحبسِ النّفوسِ
عَلى نَهجِكَ النيّرِ المهيعِ
وَصَوناً لِمَجدِكَ مِنْ أنْ يُذالْ
بِما أنتَ تَأباهُ مِنْ مُبدِعِ
فَيا أيّها الوترُ في الخالدِينَ
فّذاً الى الآنَ لَمْ يَشفِعِ
تَعالَيتَ من مُفزِعٍ للحتُوفِ
وَبُورِكَ قَبرُكَ مِن مُفزَعِ
شَمَمتُ ثراكَ فَهبّ النَسيمُ
نَسيمُ الكَرامَةِ مِنْ بَلقَعِ
وَعفّرتُ خَدّي بِحَيثُ استراحَ
خَدّ تَفَرّى وَلَمْ يَضرعِ
وَحيثُ سَنابكُ خَيلِ الطغاةِ
جَالتْ عَليهِ وَلَمْ يَخشَعِ
وَطفتُ بِقَبرِكَ طوفَ الخَيالْ
بِصَومَعةِ الملهَمِ المُبدِعِ
وّخلتُ وقَد طارتِ الذّكرياتُ
برُوحي إلى عَالمٍ أرفَعِ
كَأنّ يَداً مِنْ وَراءِ الضريحِ
حَمراءَ مَبتورةَ الإصبعِ
يَمُدّ إلى عَالَمٍ بِالخُنوعِ
وَالضَيمِ ذِي شرَقٍ مُترَعِ
تَخبّطَ في غابَةٍ أطبَقَتْ
على مُذنِبٍ منهُ أو مُسبعِ
لتُبدِلَ مِنهُ جَديبَ الضميرِ
بِآخَر معشوشبٍ مُمرِعِ
فَيابنَ البتُولِ وَحَسبي بِها
ضَماناً على كُلّ ما أدّعي
وَيابنَ الّتي لَمْ يَضعْ مثلها
كَمثلكَ حَملاً وَلَمْ تُرضعِ
وَيابنَ البطينِ بلا بُطنةٍ
وَيابنَ الفتَى الحَاسرِ الأنزَعِ
وَياواصلاً مِنْ نَشيدِ الخُلودِ
ختامَ القصيدَةِ بالمَطلَعِ
يَسيرُ الوَرى بِركابِ الزّمانِ
مِن مُستَقيمٍ وَمنْ أضلَعِ
وَأنتَ تُسيّرُ رَكبَ الخُلُودِ
مَا تَستَجدّ لَهُ يَتبَعِ